إذا أردت أن تكون كبيرا ، فما أروع أن يكون هذا على حساب الكبار ..
أما محاولات التهوين والاستهانة وتقليل حجم منافسيك ، فهو أمر لا تعترف به الرياضة .. التى تسعى للارتقاء بالإنسان وليس العكس !
وإذا كان "الأهلى" هو زعيم الأندية المصرية بعدد البطولات والألقاب والأرقام القياسية والجماهيرية العريضة له ، فإن هذا لا يقلل أبدا من حجم اسم وشعبية ومكانة الأندية المنافسة ، سواء كان الزمالك أو الإسماعيلى .. أو غيرهما !
ومهما علت درجة النقد أو الاعتراض على مواقف تنتسب إلى أى نادى مهما كان ، فهذا لا يعنى الاستهانة به أو إهانته أبدا ..
على قناة مودرن سبورت فى برنامج الكابتن مجدى عبد الغنى الذى دارت حلقته يومها حول الحالة النفسية لمشجعى كرة القدم واستضاف فيها أحد الأطباء النفسيين لتحليل الكثير من الأمور ، وهى حلقة اعجبتنى بالمناسبة رغم عدم الوصول إلى حل حقيقى وجذرى لهذا الأمر .. وردا على سؤال أحد مشجعى الإسماعيلى ( كبير السن ) الذى سأل قائلا " مين الأهلى ده يعنى " لأنه فى رأيه يتعرض لمحاباة هائلة من منظومة الكرة فى مصر ، فإنى بدورى سأسأل و أجيب على سؤال أهم ....
( ومن هو الإسماعيلى ؟ )
ولكن أرجو أن يسمح لى الجميع بتقديم السؤال والإجابة بشكل ربما لا يتوقعه البعض ، لأن هذه هى الحقيقة التى يجب أن يعترف بها كل منافس فى وجه منافسه ... وهى الحقيقة التى يدركها الجميع ولكن يخفيها البعض لمصلحة ما .. الحقيقة التى لن أحيد عنها أبدا ما حييت ..
النادى الإسماعيلى المصري .. العريق
النادى الذى أنشئ عام 1924 يعتبر أحد اوائل الفريق التى انضمت لاتحاد الكرة المصري عام 1926 ، وهو أحد كبار مؤسسى الدورى المصري الممتاز مع الاهلى والزمالك والاتحاد والمصرى .. وهم زعماء الكرة المصرية الكبار حتى هذه اللحظة وبلا يمكن أن ينكر هذا إلا جاحد أو عابث بالتاريخ !
الدراويش "كما أطلق عليهم الكبير الراحل نجيب المستكاوى" أو السامبا المصرية هم سبب شهرة هذا النادى الكبير ، الذى حلمت مدينة الإسماعيلية بوجود ممثل لها فكان هذا الكيان الجميل الذى يشبع جماهيره العاشقة له إلى حد الجنون به ويمتع الثيرين من عشاق اللعبة الرياضية الاكثر شعبية فى العالم كله .. وظلت كرة القدم ومواهب الإسماعيلية أهم أسباب شهرة النادى وعلو شأنه .
الفريق المميز اجتهد كثيرا طيلة سنوات عديدة ، حتى تمكن من قنص بطولته الأولى فى موسم 66/67 .. ثم أبدع أفريقيا ليمنح "مصر" أول لقب لبطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى عام 1969 ويظل اسمه متلألئا فى سماء الكرة الأفريقية كأول فريق مصرى يحصل على هذه البطولة ، قبل الأهلى والزمالك الأكثر شهرة والأغزر بطولات ، وتوالت النجاحات فحقق بطولة الدورى مجددا فى موسمى 1991 و 2001 ، ثم كأس مصر مرتين عامى 1997 و 2000 ... ورغم أن الفريق قدم كثيرا كرة قدم جميلة وراقية ، إلا أنه لم يتمكن من الجمع بين تلك المهارة الفائقة للاعبيه وبين قدرته على تحويل هذا إلى فوز ببطولات تتماشى مع تاريخه المميز وأسماء نجومه الكبار .
الطريف أن الفريق ارتبطت بطولاته المحلية أو وصوله إلى مراحل نهائية فيها باسم "الأهلى" فبطولات الدورى الثلاثة التى حققها كانت على حساب الأهلى دائما ، حتى أن إحدى بطولتى كأس مصر التى فاز بهما ، 1997 ، كانت أيضا على حساب الأهلى فى المباراة النهائية .. وعلى الجانب الآخر أيضا فإن أغلب البطولات التى ابتعد فيها عن التتويج كانت من نصيب الأهلى ، سواء فى بطولة الدورى الممتاز او كأس مصر أيضا .. وظل التنافس بين الفريقين شأنه شأن أى منافسة بين كبيرين فى أى مجال ، فتارة لاعب من هنا ينتقل إلى هناك أو العكس ، لأنها سنة الحياة وطبيعة اللعبة الحالية .. فلا يمكن أن ينكر جاحد أن "مهارة وروعة أداء اللاعب الساحر (محمد بركات) مع الإسماعيلى فى بطولة 2001 كان لها الفضل الكبير فى فوز الإسماعيلى ببطولة الدورى وقتها ، وها هو يواصل تألقه ويساهم بكل قوة فى حصد الاهلى لبطولات الدورى الأخيرة المتتالية .. وهكذا يجب أن تسير الأمور .
الإسماعيلى حل ثانيا فى بطولة الدورى المصري 6 مرات عبر التاريخ ، وحل ثالثا 16 مرة بالإضافة إلى 10 مرات فى المركز الرابع .. وصادف سوء حظ كبير فى بطولتى أفريقيا بعد خسارته فى النهائى مرتين ( 2000 فى كأس الكاف و 2003 فى رابطة الأبطال الأفريقية ) ، وهو ما تكرر مجددا موسم 2003/2004 عندما خسر المباراة النهائية في رابطة الأبطال العربية .. وخسر الإسماعيلى 4 مرات فى نهائى كأس مصر ، لتستمر البطولات فى عنادها مع أحد الفرق المصرية العريقة .
لعب الإسماعيلى – حتى اللحظة الحالية – 1236 مباراة فى الدورى المصري الممتاز عبر تاريخه ، حقق الفوز فى 560 مباراة وتعادل فى 385 وخسر 291 مباراة .. أحرز الدراويش خلالها 1729 هدفا مقابل 1181 سكنت مرماه ليحتل المركز الثالث فى ترتيب كل الفرق المصرية عبر تاريخ تلك البطولة ..
ولا يمكن ذكر النادى الإسماعيلى بدون المرور على أسماء نجومه الكبار ، الذين أثروا الرياضة المصرية كلها وساهموا فى إعلاء شأن الكرة المصرية فى مختلف البطولات ، سواء مع ناديهم أو منتخب بلادهم المصري .. فمن ينسى " رضا ، شحتة ، على أبو جريشة ، سيد عبد الرازق ، ميمى درويش " مع حفظ كل الترتيب والألقاب ، فشارك (محمد حازم) فى فوز منتخب بلاده بكأس الأمم 1986 ، ثم (أحمد حسن) إبان لعبه فى الإسماعيلى الذى حقق مع المنتخب لقب كأس الأمم 1998 ، و شارك (أحمد فتحى) فى الفوز ببطولة 2006 ، و هانى سعيد وعمر جمال وسيد معوض ومحمد فضل ومحمد صبحى فى بطولة 2008، نهاية بحسنى عبد ربه الذى حصد لقب أفضل لاعب فى بطولة أفريقيا 2008 مع المنتخب المصري وساهم مع الحضرى ومعتصم سالم فى الفوز بلقب 2010 .. ليستمر دعم الإسماعيلى لمنتخبات مصر المختلفة عبر أجيال عديدة ..
هذا هو الإسماعيلى الذى نعرفه ، بلا تعصب أعمى يحاول أن يجرنا إليه البعض لننسى كبار فرقنا ولاعبينا ..
ورسالة أخيرة إلى كل مشجع يحاول الاستهانة أو إهانة أى فريق لمجرد أنه يشجع منافسه ....
إذا أردت أن تضع فريقك فى مصاف الكبار بحق ، اعترف أن منافسيك كبار .. فهذا أكثر شرفا ورقيا !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق